روان طراونة، ميريه الجراح، دانا خصاونة – ظاهرة يكاد يعاني منها ساكنو كافة المناطق في المملكة خلال الفترة الحالية، وهي انتشار الكلاب الضالة التي تلحق بعضها أذىً بالصغار والكبار، وقوع العديد من حوادث تهجّم الكلاب على المواطنين وتسبّبها بتشوّه المصابين خصوصآ من فئة الأطفال دفع المواطنين بالمطالبة بقتلها والدوائر الحكومية بمحاولة مكافحتها بطرق عدة منها ما اعتبره البعض قاسٍ جداً. ومن المشاكل التي ترافق عملية النهش أنها تقوم بنقل الأمراض المعروفة بداء الكلب إن كان الكلب حاملاً لهذا المرض، فتعقرهم وتنقل لهم الميكروب الذي يهدد حياتهم ما جعل المواطنين يطالبون بقتل هذه الكلاب، بأي طريقة كانت.
السيد توفيق الجابر من منطقة العالوك ، ( يروي قصّة ابنه مازن) الذي تعرّض للنهش من احد الكلاب الضالّة في الحيّ في منطقة الرقبة، وكان ذلك أثناء توجهه سيرآ لأحد البقالات لشراء بعض الحاجيّات منها ، وتمّ نقله وقتها لمستشفى الزرقاء الحكومي ،حيث تلقى العلاج لمدة شهرين تناول خلالهما 6 جرعات من العلاج خشية إصابته بداء الكلب “السعار”.
حالات عقر الكلاب في الاردن
تعرّض 1893 شخصاً “للعقر والنهش” من الكلاب الضالة بينها وفيات في مناطق مختلفة في الأردن منذ بداية العام وحتى نهاية شهر ابريل الحالي، بحسب بيانات صادرة عن دائرة الأمراض السارية في وزارة الصحة.
إجراءات أمانة عمان الكبرى
تعمل أمانة عمان من خلال دائرة ضبط ناقلات الأمراض ورعاية الحيوان في أمانة عمان على مكافحة الكلاب الضالة إنطلاقاً من اهتمامها بصحة الإنسان وسلامة البيئة من خلال تطبيق برنامج «ABC».
وقالت مديرة دائرة ضبط ناقلات الأمراض ورعاية الحيوان المهندسة شتورة العدوان أن الامانة تعمل على مكافحة الكلاب الضالة من خلال جولات ميدانية لكوادر الدائرة ضمن برنامج حملات مكافحة الكلاب الضالة والذي يشمل مناطق العاصمة كافة أو التعامل المباشر مع الشكاوى التي ترد إلى المناطق ومن خلال وسائل التواصل المختلفة للأمانة. وأشارت الى أن أعداد الشكاوى التي تسجلها أمانة عمان تزداد خلال فصل الشتاء خاصة وأن الكلاب تقترب من الاماكن السكنية بهذا الفصل بحثا عن الدفء والطعام والماء خلافا لفصل الصيف الذي تنتشر فيه الكلاب في الخلاء. وأوضحت أن مكافحة الكلاب الضالة والسيطرة عليها تتم من خلال تطبيق برنامج «ABC» داخل مركز رعاية الحيوان في منطقة الموقر الذي يعمل على استئصال الأعضاء التناسلية للكلاب ذكورا واناثا في المركز ويتم تحصينها «تطعيمها» ويتم بعدها اطلاق سراح هذه الكلاب في نفس المنطقة التي تم اصطيادها منها ، اضافة إلى أن هذه الكلاب المبتورة أعضائها والمحصنة تمنع الكلاب الضالة التي لم تخضع لهذه العملية من الاقتراب من حيز منطقتها وبذلك يتم السيطرة عليها اكثر. ولفتت العدوان الى أهمية تجنب المواطنين لبعض الممارسات الخاطئة التي تسهم بزيادة أعداد الكلاب في بعض المناطق دون غيرها وذلك بإلقاء النفايات بشكل عشوائي وإخراجها من المنازل في غير الاوقات المحددة لمرور آليات النظافة التي تقوم بجمعها بالتالي تصبح جاذبه للكلاب التي تتغذى عليها ، فضلا عن تربية المواشي والدواجن داخل الأماكن السكنية.
إحصائية وزارة الصحة لعدد حالات العقر و تزويعها في المملكة
حسب الاحصائية السنوية الصادرة عن وزراة الصحة يتضح ازدياد حالات العقر مع مرور السنوات .ففي عام 2017 كان عدد حالات العقر 5913 بينما في أول اربعة اشهر من العام الحاليّ بلغ العدد 1893 حالة .
أما عن توزيع حالات العقر في المملكة حسب احصائية وزارة الصحة عام 2017 فقد احتلّت العاصمة عمان المرتبة الأولى من حيث عدد الحالات ، حيث وصل الرقم الى 937 يليها في الترتيب محافظة اربد حيث بلغ الرقم 859 .أما عن العام الحالي 2019 فقد احتلت محافظة مأدبا المرتبة الأولى من حيث حالات العقر حتى الآن وبلغ عددها 376 حالة .
إجراءات البلدية في المكافحة
إجراءات مؤسسة الأميرة علياء للرفق بالحيوان
أوضحت ممثلة مؤسسة سمو الاميرة عاليه ، لانا الدباس ، أنّ العمل على برنامج تجميع الكلاب وتطعيمها وتعقيمها من خلال تطبيق برنامج ABC داخل مركز رعاية الحيوان في منطقة الموقر الذي يعمل على استئصال الأعضاء التناسلية للكلاب ذكورا واناثا وتحصينها وتطعيمها هو الإجراء الأفضل مقارنه مع القنص والتسميم .
آلية ضبط الكلاب الضالة
أما عن الاجراءات التي تتبعها أمانة عمان فيما يخصّ مسألة ضبط الكلاب الضالة والسيطرة عليها ذكرت شتورة العدوان مديرة دائرة ضبط ناقلات الأمراض ورعاية الحيوان أنّ “حال استقبالهم شكوى من احد المواطنين بوجود كلاب ضالّة تشكّل خطرآ عليهم تقوم الأمانة بإرسال فريق مختصّ لجلب تلك الكلاب ، ليتمّ منحها أرقامآ ومن ثمّ ادخالها الى مركز رعاية الحيوان في منطقة الموقر ، من ثمّ تهيّأ الكلاب لإجراء العملية ( عملية التعقيم ) في اليوم الذي يليه سواء أكانت ذكورآ أم إناث وبعد ذلك تحصّن هذه الكلاب وتعطى علامات فارقة (توضع على الأذن) ليصار بعد ذلك الى إطلاقها في نفس المواقع التي جلبت منها أول مرة “
المنسقة العامة لشؤون ورعاية الحيوان التابع لمؤسسة الأميرة علياء ذكرت أن ّ”مدّة إقامة الكلب في المركز في الموقر عادة لا تكون طويلة كونه موقعآ مؤقتآ لإجراء عملية التعقيم وإطلاق الكلب من المكان الذي جلب منه ،لأنّ الكلاب تعيش في مجموعات ،فإن قمنا بجلب كلاب من منطقة معينة واجراء عملية التعقيم لها وتطعيمها وقمنا بأخذها لمنطقة أخرى ،فإنّ المكان الأصلي التي جلبت الكلاب منه سيصبح فارغآ ،وهذا سيؤدي الى قدوم مجموعة جديدة من الكلاب غير معقمة ولا مطعمة لتحلّ مكانها “
المهندسة شتورة العداون من امانة عمان ذكرت انّ “أحد أهم التحديات التي تواجههم في موضوع السيطرة على الكلاب الضالة هو التوعية ،فمجرد وجود الكلاب بالنسبة للكثير من الناس في منطقة بالقرب منهم يعتبرونه تهديدا، وهذا أمر غير منطقي ، فالإرث التعليمي وطريقة تربيتنا لأطفالنا هي من تسببت في تفكيرنا بهذه الطريقة ، وهذا يشكل عبأً اضافيآ علينا كأمانة عمّان . فهناك كلاب ودودة ولم تشكّل أيّ تهديد ومع ذلك مجرد وجودها يشكل إزعاجآ وإحساسآ بالخطر بالنسبة للناس ، لذا فالتوعية والتثقيف لهما دور مهم في حلّ هذه المشكلة .”
وأكدت الدباس أنّ هناك تجاوزات ترتكبها البلديات على الرغم من توجيه كتب رسمية لهم بوقف القنص والتسميم للكلاب الضالة ، ودعت الى اللجوء الى القنص أو ما أسمته بالقتل ” الرحيم ” الذي يضمن الموت ” الفوري ” للكلب . وهذا الحل يتم اللجوء له في حالة كان الكلب مصاب بالسعار فقط .