أحمد نعيم محمد
بدأت رياضة السيارات في الاردن منذ ستينيات القرن الماضي رسميا، و لطالما كان يتواجد في فعالياتها و سباقاتها جمهور عريض لتشجيع متسابقيهم المفضلين و الاستمتاع بتحدياتها و اثارتها، الا ان هذا الجمهور بدأ عدده بالتناقص تدريجيا منذ بداية الالفية الثانية حتى اصبح قليل جدا نحو عام 2010، مما دفع اللجنة الرسمية المنظمة لهذه الرياضات بالبحث في اسباب هذه المشكلة و العمل على تطوير الأدوات التي تعيد الجمهور للمدرجات.
كانت رياضة السيارات في الستينيات و السبعينيات تقتصر على الطبقة المخملية في الأردن، فكان روادها هم من الشخصيات العامة او التجار و اصحاب رؤوس الأموال، بسبب التكاليف الباهظة التي تتطلبها هذه الرياضة من سيارات و تجهيزات لهذه السيارات و حتى ادوات و متعلقات السلامة للمتسابقين.
و تسجل إنطلاقة الرياضة وبداياتها الاولى في الاردن مطلع عقد الخمسينات تحديدا من القرن الماضي، عبر سباقات للسرعة كانت تقام في أماكن متفرقة هنا وهناك، كان من أبرزها مطار عمان المدني في ماركا، الذي سرعان ما مهد الطريق في العام 1953 إلى تأسيس نادي السيارات الملكي الاردني، ليكون الاول في البلاد الذي ينال الصفة الملكية، وفي أواخر العام 1959 دخلت سباقات الكارتنغ، والبداية كانت مع نادي عمان للكارتنغ، حيث تمّ تشييد حلبة خاصة لهذا الغرض إلى جانب مطار ماركا القديم، وفي عام 1965 قام الملك الحسين بن طلال، الذي اولى الرياضة الميكانيكية إهتماماً خاصاً، وكان من أبرز روادها في المملكة والعالم العربي، بتوحيد نادي عمان للكارتنغ ونادي السيارات الملكي الاردني، الذي بات بذلك يشرف على جميع نشاطات رياضة السيارات في المملكة، وكان مقر النادي عبارة عن بيت متواضع في منطقة جبل اللويبدة في عمان، كان يجمع تحت سقفه كل عشاق ومحبي ومزاولي الرياضة في الاردن، ثم وجدَ الملك الرياضي الراحل بأن “البيت” الصغير لم يعد قادراً على تلبية الطموحات والاستحقاقات الكبيرة التي تنتظر رياضة السيارات، فقام رحمه الله في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1969، بإفتتاح مقر النادي الحالي (نادي السيارات الملكي في الدوار الثامن)، بعدما تبرع جلالته بقطعة ارض تمتد على مساحة 150 ألف متر مربع.
كان هذا الدعم بداية انتقال الرياضة لأن تكون رياضة شعبية، اقرب الى عامة الناس، فأصبحت الرياضة للجميع، و لكل من يلتزم بقوانينها، و مع اطلاق سمو الأمير فيصل للجنة الاردنية لرياضة السيارات عام 2005 و التي يرأسها و تندرج تحت مظلة نادي السيارات الملكي، و التسهيلات التي قدمها لدعم هذه الرياضة كالغاء و تخفيض الضرائب و الجمارك عن سيارات السباق و متعلقاتها، وعن تجهيزات السلامة بشكل اساسي بهدف نشر الوعي على الطرقات العامة و تحويل طاقات الشباب الى الحلبات المرخصة و المخصصة لممارسة هذه الرياضة لتحويل كل طائش او سائق متهور الى بطل ملتزم، و دخول الاعلام المحلي كداعم اساسي و شريك لتبسيط مفهوم هذه الرياضة التي تلقى رواجا عالميا و يكون الاردن هو السباق بين الدول العربية في تطويرها و احترافها. و كان تفاعل الناس عاليا و مفاجئا بأن اصبح الجمهور كبيرا، دائم الحضور، و متابع لكل المجريات، بل و عارفا في تفاصيل و قوانين السباقات.
يقول زيد أبو زيد – أحد اعضاء اللجنة – : “كانت فعاليات رياضة السيارات في الاردن تشهد اقبالا كبيرا نسبة لعدد السكان، و تحديدا في مدينة عمان، و استمرت هذه الجماهيرية حتى ما قبيل العام 2010، لتبدأ الاعداد بالتناقص و الانخفاض، و بدأنا نشعر بان رياضة السيارات اصبحت تفقد رونقها و لمعانها، فأصبح من الضروري اجراء مسح لمعرفة اسباب هذه الانخفاض، الذي اثر سلبا على الداعمين و الرعاة لهذه الرياضة المكلفة نوعا ما”، و يضيف زيد: ” كانت النسبة الأكبر تتغيب عن الفعاليات لاسباب تتعلق بعدم معرفة مواعيد و اماكن السباقات التي بدأت تتغير بانشاء و تجهيز حلبات جديدة، كما ان الجمهور الكبير من العامة كان لديه مطالب، و كان من الصعب عليه التواصل معنا، فكان لا بد من ايجاد قنوات جديدة للتواصل، و كان الخيار الأول هو شبكات التواصل الأجتماعي”.
بدأت صفحة الأردنية لرياضة السيارات الرسمية على موقع (الفيس بوك) في ايلول من عام 2012 بشكل احترافي، بعد محاولات عدة على الصفحات الشخصية لاعضاء اللجنة المنظمة و المتطوعين، الا ان المنشورات كانت محصورة باصدقائهم و معارفهم، و منذ انطلاق الصفحة على الفيسبوك تلاها صفحة على موقع (تويتر) و اخرى على (انستاجرام) ليبدأ الترويج الحقيقي لفعاليات الرياضة في الأردن.
كانت معظم التغذية الراجعة من الدراسة التي اجرتها اللجنة تتركز حول عدم معرفتهم بمواقع و اوقات السباقات، علما ان الاعلام مسموعا و مقروؤا و مرئيا كان يروج لهذه الفعاليات و يتحدث عنها، لا سيما البرامج و الصحف الرياضية المتخصصة، و كان الاردن حينها رائدا في هذه الرياضة و كان يستضيف بطولات عربية و عالمية، كبطولة الشرق الاوسط التي بدأ استضافتها في الثمانينيات من القرن الماضي و بطولة العالم في الراليات. فبدأت الصفحات الرسمية بالترويج لهذه الفعاليات، مما لاقى رواجا و تفاعلا مع جمهور الرياضة من الشبابا الذي بدأ العودة بقوة الى المدرجات و بدأت اعداده و تفاعله بالازدياد الى جانب التعريف بالرياضة و ابطالها.
و أصبح جمهور الرياضة عربيا و عالميا يتابع صفحة الأردنية لرياضة السيارات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، و خاصة خلال التغطيات للفعاليات الدولية التي تقام في الاردن، كرالي الشرق الأوسط، الذي بقي متصدرا موقع تويتر لمدة اربعة ايام بالوسم الرسمي الذي اطلقته الصفحة الرسمية (#JordanRally2017) ليحظى بتفاعل من مختلف دول العالم.
https://infogr.am/_________2010-891