يعد السرطان واحدًا من أكبر التحديات الصحية التي تواجه البشرية في العصر الحديث. فهو مجموعة متنوعة من الأمراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا في الجسم، ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، يعود السرطان إلى وفاة أكثر من 9.6 مليون شخص سنويًا
حيث تواجه المجتمعات والعلماء تحديات كبيرة في مكافحة السرطان وتطوير طرق فعالة للوقاية منه وعلاجه. ومع ذلك، يشهد العالم تقدمًا هائلاً في هذا المجال، حيث تتواصل الأبحاث والابتكارات لمكافحة هذا المرض، وتطوير العلاجات المبتكرة للسرطان. توجد العديد من التقنيات الجديدة مثل العلاج الهدفي والعلاج الإشعاعي الموجه والعلاج الخلوي النانوي. تستهدف هذه العلاجات خلايا السرطان بدقة أكبر وتساعد في تقليل الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي
سرطان القولون هو نوع شائع من السرطان الذي ينشأ في الأمعاء الغليظة (القولون) أو الشرج. يُعد سرطان القولون من أسباب الوفاة الرئيسية في جميع أنحاء العالم.
في السنوات الأخيرة، شهدت المملكة الأردنية الهاشمية ارتفاعًا ملحوظًا في حالات سرطان القولون، وهو أمر يستدعي القلق والتوعية المستمرة بأهمية الكشف المبكر وتبني أساليب الحياة الصحية. تعتبر حالات سرطان القولون من بين الأمراض السرطانية الشائعة في الأردن، وتحتاج إلى اهتمام وتفكير جاد من قبل السلطات الصحية والمجتمع بأكمله.
https://www.datawrapper.de/_/LBT0n/
وفقًا للإحصائيات الصحية الأخيرة، أظهرت النتائج ازديادًا في حالات سرطان القولون بنسبة تفوق 30% خلال السنوات الخمس الماضية في الأردن. وتعزى هذه الزيادة إلى عدة عوامل، بما في ذلك التغيرات في أنماط الحياة والتغذية، وتدهور جودة الغذاء، وعدم ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم اضافة للتدخين الذي يعد عاملاً وسبباً في سرطان القولون فهو يؤثر على الجهاز الهضمي.
وفي رازية مقابلة قال الرئيس التنفيذي ومدير عام مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور إنه في الوقت الذي يواجه العالم الغربي فيه جائحة كورونا بكل الإمكانيات المتوفرة، فإن الدول النامية بمقدراتها الاقتصادية والطبية المتواضعة، لا تواجه هذه الجائحة فحسب، بل ما زالت تعاني من ضعف البنية التحتية وغياب الخطط الاستراتيجية لمكافحة السرطان، الذي يشكّل عبئاً اقتصادياً ضاغطاً على هذه الدول والأفراد الذين أصبحوا عاجزين عن تحمل الكلفة المالية العالية لهذا المرض.
وبين أن السرطان يستنزف 5 – 7 بالمئة من تكاليف الرعاية الصحية في البلدان ذات الدخل المرتفع، إذ بلغت 290 مليار خلال العام 2010، وقدّر الأثر الاقتصادي للوفاة والعجز اللذين يسببهما السرطان على مستوى العالم بـ895 مليار دولار أميركي.
ففي الأردن، تتمثل المبادرات الحكومية والخاصة في توفير التأمين الصحي لمرضى السرطان في السعي لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتخفيف التكاليف المالية للمرضى. وكذلك وزارة الصحة الأردنية تقدم خدمات الرعاية الصحية المواطنين، بما في ذلك مرضى السرطان، وتسعى باستمرار لتحسين جودة الرعاية وتوفير المعدات والمستلزمات الضرورية للعلاج
بالإضافة إلى ذلك، تعمل شركات التأمين الصحي الخاصة في الأردن على تطوير خطط تأمينية خاصة لمرضى السرطان. تشمل هذه الخطط تغطية شاملة للتشخيص والعلاج والرعاية اللازمة لمرضى السرطان، بما في ذلك العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي والجراحة والرعاية المركزة. وتتفاوت تلك الخطط في مستوى التغطية والتكاليف حسب خيارات المرضى وقدرتهم المالية.
يعد التوعية بأعراض سرطان القولون وأسبابه وطرق الوقاية منه أمرًا ضروريًا للحد من انتشار المرض وزيادة فرص الشفاء. من المهم أن يتمكن الجمهور من التعرف على بعض الأعراض الشائعة لهذا النوع من السرطان، مثل تغييرات في عادات البراز، ألم في البطن، فقدان الوزن غير المبرر، والإجهاد المستمر. إذا ظهرت هذه الأعراض، ينبغي على الأفراد زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.
بالإضافة إلى التوعية، يجب أن يكون الكشف المبكر لسرطان القولون جزءًا من استراتيجية الرعاية الصحية في الأردن. يوصي الأطباء بأن يبدأ الأفراد فحص القولون بانتظام بعد سن الخمسين، وقد تبدأ في سن أصغر إذا كان هناك عوامل خطر إضافية مثل الأنساب العائلية المصابة بالمرض. تعتبر الفحوصات المبكرة، مثل الكولونوسكوبي والفحص البرازي للدم المخفي، ضرورية للكشف المبكر وتشخيص المرض في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح
يعتبر سرطان القولون والمستقيم أكثر انتشارًا عند الرجال بالمقارنة مع النساء. وفقًا للإحصائيات، يُعتبر سرطان القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال وحتى النساء في الأردن.
خلال لقاء مع الدكتور أحمد قرقش قال إن هناك هناك دراسات عديدة لفهم السبب المباشر اي مرض لا يأتي دفعة وحدة .. بمعنى انه يجب أن يكون له قابلية في الجينات
والتعرض لمحفزات تسهم في رفع نسبة اللإصابة بسرطان القولون والمستقيم كطبيعة الأكل والتدخين.
اشار قرقش إلى أنه يتم تقسيم الأشخاص لأكثر عرضة وأقل عرضة بمعنى أن الصنف الثاني عم الذين لم يسبق لأحد من أقاربه الاصابه لهذا السرطان لكن عمره ٥٠ عاماً .. شارحاً أن هذا العمر هو الفاصل بين تحديد إصابة الشخص بنسبة عالية ام أقل احتمالية.
وأضاف قرقش أن هناك أسباب تسهم في أن يعتبرسرطان القولون أكثر انتشارًا بين الرجال أهمها
العوامل الهرمونية الذكرية قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون. بعض الهرمونات الذكرية مثل التستوستيرون يمكن أن تسهم في نمو الأورام الخبيثة في القولون.
مضيفاً لوجود عوامل بيئية ومهنية قد يتعرض الرجال بشكل أكبر لعوامل بيئية ومهنية قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون. على سبيل المثال، التعرض المهني للمواد الكيميائية السامة أو التلوث البيئي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
واختلاف في العادات الغذائية ونمط الحياة قد يكون للعوامل السلوكية دور في زيادة احتمالية الإصابة بسرطان القولون. وفقًا للبحوث، يميل الرجال إلى تناول كميات أكبر من اللحوم الحمراء والمصنعة والدهون المشبعة، وهذا يعتبر عامل خطر لسرطان القولون.